اعلم رحمك الله إنَّ الله قسَّم الأرزاقَ بين عباده، ولا بُدَّ أن تصل إلى كل نفسٍ قسمتُها، ولن تموت هذه النفس حتى تُوفَّى قسمتها. وأن الرزق بيد الرزَّاق، قسَّمه بين عباده، فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدره عمن يشاء، وأمرنا المولى جلَّ في عُلاه أن نسعى ونعمل بجدٍ؛ ليكون جلب هذا الرزق حلالاً يوافق ما يُرضي الله سبحانه، وأنه لن تموت نفسٌ قبل أن تأخذ رزقها كاملاً مُكملاً، لا نقصان فيه ولا زيادة، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى عندما قال: “إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا”. واعلم ارشدني الله واياك لطاعته أن الله تبارك وتعالى قسَّم الأرزاق للبشر والجن والدواب، والطيور المحلقة في السماء، والأسماك التي تغوص في أعماق البحار، فرزقها الله منةً وكرماً منه لا وجوباً عليه، بل هذا من فضله وكرمه وعطائه جلَّ في علاه، فالله يُعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء. أخي المسلم الحبيب.. كن على يقينٍ قويٍّ أنَّ الله رازقك، ولا رازق لك غيره .. وحتى إن تأخر هذا الرزق فإنك حاصلٌ عليه بلا شكٍّ.